هذا المقال محاولة للنظر في البنية المنهجية والإطار الفكري لمساقات الاحتجاج والاستدلال التي سلكها الإمام محمد بن إدريس الشافعي في البرهنة على حجية أخبار الآحاد في إطار النظام الكلي للشريعة من خلال مواردها النصية. وقد سلك الكاتب في ذلك نهج القراءة التناصية التي تسعى لربط حجج الشافعي واستدلالاته بالجدل الفكري العام الذي كان سائدا في عصره بين المنازع العلمية المختلفة التي كانت تتنافس وتتدافع في سبيل التأسيس المعرفي والمنهجي للمرجعية الإسلامية، وخاصة على مستوى الفكر التشريعي الذي تكفل به وجسده علم الفقه أصولا وفروعا مما كان للشافعي فيه سهم وافر. وقد تغيا البحث بهذا الضرب من النظر إدراك المغزى التاريخي والمعرفي للجهد الفكري التركيبي الذي قام به الشافعي، وهو جهد لا تخفى أبعاده الراهنة في ساحة الفكر والثقافة في العالم الإسلامي في العصر الحديث بما يشهده من صراع نظري وعملي حول قضية المرجعية العقدية والتشريعية لمجتمعات المسلمين في ظل التحولات الحضارية الكبيرة التي شهدها العالم.